بسم الله الرحمن الرحيم
خطبــة فى الصــــــــدق
إن الحمد لله نحمده ،ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ به تعالي من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه من يهدِ الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)( سورة النساء: 1)(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (سورة الأحزاب: 70(.
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالي ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وأهلة سلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. أما بعد:
أخراج الامام البخارى ومسلم من حديث أبى عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه - ، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( إنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ ،وإنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقاً . إِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجورِ ، وَإِنَّ الفُجورَ يَهدِي إِلَى النَّارِ ،وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ الله كَذَّاباً )).
وعن الحسن بن على رضى الله عنهما قال علمنى رسول الله صلى الله علية وسلم
« دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ » .
وأَنَّ عُمَرَ قَالَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رضى الله عنهما خَطَبَنَا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَامَ فِينَا عَامَ أَوَّلَ فَقَالَ « أَلاَ إِنَّهُ لَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ النَّاسِ شَىْءٌ أَفْضَلُ مِنَ الْمُعَافَاةِ بَعْدَ الْيَقِينِ أَلاَ إِنَّ الصِّدْقَ وَالْبِرَّ فِى الْجَنَّةِ أَلاَ إِنَّ الْكَذِبَ وَالْفُجُورَ فِى النَّارِ ».
وعن الصدق نتحدث اليوم والصدق فى معناه مطابقة الخبر الواقعبمعنى استواء السرّ والعلانية والظاهر والباطن، بألا تكذب أحوال العبد أعماله، ولا أعماله أحواله،ما تقولة هو فعلك لذلك جعلوا الإخلاص لازماً لصدق، فقالوا: كل صادق مخلص، وليس كل مخلص صادقاً.
الصدق .معاشر الاخوة صفة من صفات المؤمنين امر بها الله عزوجل عبادة فقال تعال({يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}) (التوبة:119) أى اتقوا الله بترك المعصية و قوموا بكل افعال الايمان والعهود بدون كذب او غش ورياء للناس وقول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين هذه الآية نزلت بعد ذكر قصة الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك وهم كعب بن مالك و مُرَارَةُ بْنُ الرَّبيع الْعَمْرِيُّ ، وهِلاَلُ ابنُ أُمَيَّةَ الوَاقِفِيُّ رضى الله عنهم جاؤا الى الرسول صلى الله علية وسلم وصدقوا القول معة على عكس المنافقين الذين جاؤا يحلفون بالله كذبا
فصدقوا الرسول صلى الله عليه الصلاة والسلام وأخبروه بأنهم ليس لهم عذر فأرجأهم الرسول عليه الصلاة والسلام خمسين ليلة حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم أنزل الله توبته عليهم .
ثم إمتدحهم الله فقال بعد ذلك { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } فأمر الله تعالى المؤمنين بأن يتقوا الله وأن يكونوا مع الصادقين لا مع الكاذبين
إنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ ، وإنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقاً .
- وأن من أنواع الصدق
الصدق مع الله:-
ولو صدقوا الله لصدقهم الله هكذا قال رسول الله صلى الله عليه الصلاة واهلة والسلام للاأعرابى
فى الحديث الذى ذكرة الامام النسائى عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ ثُمَّ قَالَ أُهَاجِرُ مَعَكَ. فَأَوْصَى بِهِ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- بَعْضَ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةٌ غَنِمَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- سَبْيًا فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا قِسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-. فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ « قَسَمْتُهُ لَكَ ». قَالَ مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ وَلَكِنِّى اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى إِلَى هَا هُنَا - وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ - فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ. فَقَالَ « إِنْ تَصْدُقِ اللَّهَ يَصْدُقْكَ ». فَلَبِثُوا قَلِيلاً ثُمَّ نَهَضُوا فِى قِتَالِ الْعَدُوِّ فَأُتِىَ بِهِ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « أَهُوَ هُوَ ». قَالُوا نَعَمْ. قَالَ « صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ ». ثُمَّ كَفَّنَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- فِى جُبَّةِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ فَكَانَ فِيمَا ظَهَرَ مِنْ صَلاَتِهِ « اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِى سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ ».
إنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ ، وإنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقاً .
الصدق مع رسول الله صلى الله:-
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالاَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ حَدَّثَ عَنِّى بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ».
قَالَ أَنَسٌ ( إِنَّهُ لَيَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ أحَدِيثًا كَثِيرًا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ )
أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنة عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ
وَاعْلَمْ - وَفَّقَكَ اللَّهُ تَعَالَى - أَنَّ الْوَاجِبَ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ أَنْ لاَ يَرْوِىَ عن رسول الله الا مَا عَرَفَ صِحَّةَ. لإن الرواية عن الله ورسولة صلى الله علية وسلم يقوم عليها عبادة الله سبحانة وتعالى لان الدين وصل الينا بالتواتر أى بالسمع فالمقصود هنا بالتعمد ليس من حَدثَ خطأً عن سهوا ولكن التعمد هو الاصرار على كلام يُنسب الى الرسول الله بدون علم وعدم قرأة و تعلم من العلماء اصل هذا الكلام ومَفهم وأحكام هذة الرويات
ما من يوم جمعة إلا فية ساعة إجابة فدعوا الله وأنتم مُقِنون بالاجابة
إنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ ، وإنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقاً .
الصدق مع النفس:-
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ
حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ
وعَنْ أمير المومنين عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنة قَالَ بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنْ الْكَذِبِ أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ
إنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ ، وإنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقاً .
الصدق مع الناس :-
ولتعلم أخى فى الله أن الكذب من صفات المنافقين فأن أية المنافق ثلاث فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنة
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ
فلتصدق الحديث مع إخيك المسلم وغير المسلم فأن الصدق من صِفتنا نحنُ المسلمين أسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزوقنا جميعاً الصدق فى القول والعمل
Tidak ada komentar:
Posting Komentar
Tafadhal,,,uktub yang shalih