خطبه للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي(( شيخ الشيخ ابن عثيمين ))
في الحث على طلب العلم
الحمد لله الذي رفع من أراد به خيرا بالعلم والإيمان ، وخذل المعرضين عن الهدى وعرضهم لكل هلاك وهوان . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الكريم المنان ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي كمل الله له الفضائل والحسن والإحسان ، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم مدى الزمان .
أما بعد:
أيها الناس ، اتقوا الله تعالى ، واعلموا أن التقوى لا تتم لكم إلا بمعرفة ما يتقى من الكفر والفسوق والعصيان ، ولا تستقيم لكم إلا بقيامكم بأصول الإيمان وشرائع الإسلام وحقائق الإحسان .
فطلب العلم إذن من أفرض الفرائض وأوجب الواجبات ، فإن عليه المدار في قيام الطاعات وترك المخالفات . فمن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، ومن لم يرد به خيرا أعرض عن طلب العلم وسماعه ، فكان من الهالكين الجاهلين . فما بالكم معرضين عن العلم ، وهو من الفروض الواجبة ؟ !
وما لكم مقبلين على ما يضركم تاركين ما ينفعكم ، راضين بالصفقة الخاسرة ؟! قال صلى الله عليه وسلم : « إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا : وما رياض الجنة ؟ قال : حلق الذكر » فهذه الرياض البهيجة فيها من العلوم من كل زوج كريم ، فيها يعرف الله ويهتدي إلى الصراط المستقيم ، وفيها يعرف الحلال من الحرام والصلاح من الفساد ، وفيها يعرف سبيل الغي والضلال ، وسبيل الهدى والرشاد ، فكيف تعتاضون عنها بمجالس اللهو وتضييع الأوقات ، أو مجالس الشر والفساد . أما إن طلب العلم قربة وثواب عند رب العالمين ، والإعراض عنه شر وخسران مبين .
فيا أيها المعرضون عن طلب العلم
ما هو عذركم عند الله وأنتم في العافية تتمتعون؟
وماذا يمنعكم منه وأنتم في أرزاق ربكم ترتعون أترضون لأنفسكم أن تكونوا كالبهائم السائمة ؟
أتختارون الهوى على الهدى والقلوب منكم ساهية هائمة؟ أتسلكون طرق الجهل وهي الطرق الواهية ، وتدعون سبل الهدى وهي السبل الواضحة النافعة ؟
أترضى إذا قيل لك : من ربك وما دينك ومن نبيك لم تحر الجواب
وإذا قيل : كيف تصلي وتتعبد أجبت بغير الصواب؟
وكيف تبيع وتشتري وتعامل وأنت لم تعرف الحلال من الحرام ؟
أما والله إنها حالة لا يرضاها إلا أشباه الأنعام .
فكونوا - رحمكم الله - متعلمين
فإن لم تفعلوا فاحضروا مجالس العلم مستمعين ومستفيدين واسألوا أهل العلم مسترشدين متبصرين ، فإن لم تفعلوا وأعرضتم عن العلم بالكلية فقد هلكتم وكنتم من الخاسرين
أما علمتم أن الاشتغال بالعلم من أجل العبادات وأفضل الطاعات والقربات ، وموجب لرضى رب الأرض والسماوات ، ومجلس علم تجلسه خير لك من الدنيا وما فيها ، وفائدة تستفيدها وتنتفع بها لا شيء يزنها ويساويها؟
فاتقوا الله عباد الله ، واشتغلوا بما خلقتم له من معرفة الله وعبادته ، وسلوا ربكم أن يمدكم بتوفيقه ولطفه وإعانته
Tidak ada komentar:
Posting Komentar
Tafadhal,,,uktub yang shalih